فصل: سورة القدر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (16):

{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)}
{كَاذِبَةٍ} في قولها {خَاطِئَةٍ} في فعلها.

.تفسير الآية رقم (17):

{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17)}
{نَادِيَهُ} أهل ناديه والنادي: مجلس أهل الندى والجود.

.تفسير الآية رقم (18):

{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18)}
{الزَّبَانِيَةَ} خزنة جهنم وهم أعظم الملائكة خلقاً وأشدهم بطشاً ويطلق الزبانية على من اشتد بطشه.

.تفسير الآية رقم (19):

{كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)}
{وَاسْجُدْ} يا محمد {وَاقْتَرِب} إلى الله تعالى أقرب ما يكون في سجوده أو أسجد يا محمد واقترب يا أبا جهل من النار قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما نزلت في أبي جهل أربع وثمانون آية وفي الوليد مائة وأربع آيات وفي النظر بن الحارث اثنتان وثلاثون آية وهذه أول سورة نزلت عند الأكثرين وقد ذكر نزول جميع السور.

.سورة القدر:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)}
{أَنزَلْنَاهُ} جبريل عليه السلام أو القرآن نزل {فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ} في شهر رمضان في ليلة مباركة من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة ونجمه جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة فكان ينزل أرسالاً على مواقع النجوم في الشهر والأيام (ع) أو ابتدأ الله تعالى بإنزاله في ليلة القدر قاله الشعبي وليلة القدر في الشهر كله أو في العشر الأواخر ليلة الحادي والعشرين أو الثالث والعشرين أو السابع والعشرين (ع) أو الرابع والعشرين أو تنقل في كل عام من ليلة إلى أخرى {الْقَدْرِ} لأن الله تعالى قدر فيها إنزال القرآن أو لأنه يقدر فيها أمور السنة أو لعظم قدرها أو لعظم قدر الطاعات فيها وجزيل ثوابها.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)}
{وَمَآ أَدْرَاكَ} تضخيماً لشأنها وحثاً على العمل فيها قال الشعبي: يومها كليلها وليلها كيومها قال الضحاك لا يقدر الله تعالى فيها إلا السعادة والنعم ويقدر في غيرها البلايا والنقم وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يسميها ليلة التعظيم وليلة النصف من شعبان ليلة البراءة وليلتي العيدين ليلة الجائزة.

.تفسير الآية رقم (3):

{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)}
{خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أو العمل فيها خير من العمل في غيرها ألف شهر أو خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر أو كان في بني إسرائيل رجل يقوم حتى يصبح ويجاهد العدو حتى يسمي فعل ذلك ألف شهر فأخبر الله تعالى أن قيامها خير من عمل ذلك الرجل ألف شهر أو كان ملك سليمان عليه الصلاة والسلام خمسمائة شهر وملك ذي القرنين خمسمائة شهر فجعلت ليلة القدر خيراً من ملكهما.

.تفسير الآية رقم (4):

{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)}
{تَنَزَّلُ الْمَلآئِكَةُ} قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه الملائكة ليلة القدر في الأرض أكثر من عدد الحصى {وَالرُّوحُ} جبريل عليه السلام أو حفظة الملائكة أو أشراف الملائكة أو جند من جند الله تعالى من غير الملائكة (ع) {بِإِذْنِ رَبِّهِم} بأمره {مِّن كُلِّ أَمْرٍ} يقضى في تلك الليلة من رزق وأجل إلى مثلها من قابل.

.تفسير الآية رقم (5):

{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
{سَلامٌ} سالمة من كل شر لا يحدث فيها حدث ولا يرسل فيها شيطان أو هي سلامة وخير وبركة أو تسلم الملائكة على المؤمنين إلى طلوع الفجر.

.سورة البينة:

.تفسير الآية رقم (1):

{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1)}
{مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} اليهود والنصارى ومن المشركين. {مُنفَكِّينَ} منتهين عن الكفر حتى يتبين لهم الحق أو لم يزالوا على الشك حتى يأتيهم الرسل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أو لم يختلفوا أن الله تعالى سيبعث إليهم رسولاً حتى بُعث محمد صلى الله عليه وسلم فاختلفوا فآمن بعض وكفر آخرون أو لم يكونوا ليتركوا منفكين عن حجج الله تعالى حتى تأتيهم بينة تقوم بها الحجة عليهم. {الْبَيِّنَةُ} القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بانت دلائل نبوته أو بيان الحق وظهور الحجج.

.تفسير الآية رقم (2):

{رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)}
{رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ} محمد صلى الله عليه وسلم {صُحُفاً} القرآن {مُّطَهَّرَةً} من الشرك أو لحسن الثناء والذكر.

.تفسير الآية رقم (3):

{فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)}
{فِيهَا كُتُبٌ} الله تعالى المستقيمة التي جاء القرآن بتصديقها وذكرها أو فروض الله تعالى العادلة.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)}
{وَمَا تَفَرَّقَ} اليهود والنصارى إلا من بعد ما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم أو القرآن.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)}
{مُخْلِصِينَ} مقرين له بالعبادة أو ينوون بعبادتهم وجهه أو إذا قال لا إله إلا الله قال على أثرها الحمد لله {حُنَفَآءَ} متبعين أو مستقيمين أو مخلصين أو مسلمين أو حجاجاً (ع) وقال عطية إذا اجتمع الحنيف والمسلم فالحنيف الحاج وإذا انفرد الحنيف فهو المسلم وقال سعيد بن جبير ولا تسمي العرب الحنيف إلا لمن حج واختتن أو المؤمنون بالرسل كلهم. {دِينُ الْقَيِّمَةِ} الأمة المستقيمة أو القضاء القيم (ع) أو الحساب البيّن.

.سورة الزلزلة:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)}
{زُلْزِلَتِ} حركت الزلزلة: شدة الحركة مكرر من زل يزل {زِلْزَالَهَا} لأنها غاية زلزالها المتوقعة أو لأنها عامة في جميع الأرض بخلاف الزلازل المعهودة وفي زلزلة في الدنيا من أشراط الساعة عند الأكثر أو زلزلة يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)}
{أَثْقَالَهَا} كنوزها عند من رآها من الأشراط أو من الموتى (ع) عند من رآها زلزلة القيامة أو ما عليها من جميع الأثقال.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3)}
{وَقَالَ الإِنسَانُ} المؤمن والكافر عند من رآها شرطاً أو الكافر عند الآخرين.

.تفسير الآية رقم (4):

{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)}
{تُحَدِّثُ} يخلق الله تعالى فيها الكلام أو يقلبها حيواناً يتكلم أو يكون عنها بيان يقوم مقام الكلام {أَخْبَارَهَا} ما عمله العباد على ظهرها عند من رآها القيامة أو بما أخرجت من أثقالها عند الآخرين أو تخبر إذا قال الإنسان مالها بأن الدنيا قد انقضت وأن الآخرة قد أتت فيكون ذلك جواباً لسؤالهم.

.تفسير الآية رقم (5):

{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}
{أَوْحَى لَهَا} ألهمها فأطاعت أو قال لها أو أمرها والذي أوحاه إليها أن تخرج أثقالها أو تحدث أخبارها.

.تفسير الآية رقم (6):

{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)}
{يَوْمَئِذٍ} يوم القيامة {يَصْدُرُ النَّاسُ} من بين يدي الله تعالى فرقاً مختلفين بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى النار أو يصيرون في الدنيا عند غلبة الأهواء فرقاً مختلفين بالكفر والإيمان والإساءة والإحسان ليروا جزاء أعمالهم يوم القيامة والشتات: التفرق والاختلاف.

.تفسير الآية رقم (7):

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)}
{يَرَهُ} يعرفه أو يرى صحيفة عمله أو يرى جزاءه ويلقاه في الآخرة مؤمناً كان أو كافراً أو يرى المؤمن جزاء سيئاته في الدنيا وجزاء حسناته في الآخرة ويرى الكافر جزاء حسناته في الدنيا وجزاء سيئاته في الآخرة قاله طاووس قيل نزلت في ناس من أهل المدينة كانوا لا يتورعون من الصغائر كالنظرة والغمزة والغيبة واللمسة قائلين إنما أوعدنا الله تعالى على الكبائر وفي ناس استقلوا إعطاء الكسرة والتمرة والجوزة قائلين إنما نؤجر على ما نعطيه ونحن نحبه ونزلت والرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه يتغديان فقاما وأمسكا من شدة حزنهما.

.سورة العاديات:

.تفسير الآية رقم (1):

{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)}
{وَالْعَادِيَاتِ} الخيل في الجهاد (ع) أو الإبل في الحج قاله علي وابن مسعود رضي الله عنهما قال الشاعر:
فلا والعاديات غداة جمع ** بأيديها إذا سطع الغبار

من العَدْو وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي {ضَبْحاً} حمحمة الخيل عند العَدْو أو شدة النفس عند سير الإبل قيل لا يضج بالحمحمة في العَدْو إلا الفرس والكلب وضج الإبل تنفسها أو ضجها بقول سابقها أح أح (ع).

.تفسير الآية رقم (2):

{فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2)}
{فَالْمُورِيَاتِ} الخيل توري النار بحوافرها إذا جرت أو نيران المجاهدين إذا اشتعلت فأكثرت إرهاباً (ع) أو تهيج الحرب بينهم وبين عدوهم أو مكر الرجال في الحرب أو نيران الحجيج بمزدلفة أو الألسن إذا أقيمت بها الحجج وظهرت الدلائل فاتضح الحق قاله عكرمة.

.تفسير الآية رقم (3):

{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3)}
{فَالْمُغِيرَاتِ} الخيل تغير على العدو {صُبْحاً} أي علانية تشبيهاً بظهور الصبح (ع) أي الإبل حين تغدوا صبحاً من مزدلفة إلى منى.

.تفسير الآية رقم (4):

{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4)}
{نَقْعاً} غباراً أو النقع ما بين مزدلفة إلى منى أو بطن الوادي ولعله يرجع إلى الغبار المثار في هذا الموضع.

.تفسير الآية رقم (5):

{فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5)}
{جَمْعاً} جمع العدو حين يلتقي الزحف (ع) أو المزدلفة تسمى جمعاً لاجتماع الناس فيها وإثارة النقع في الدفع منها إلى منى قاله مكحول.

.تفسير الآية رقم (6):

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)}
{لَكَنُودٌ} كنود قيل الذي يكفر اليسير ولا يشكر الكثير أو اللوام لربه يذكر المصائب وينسى النعم أو جاحد الحق قيل إنها سميت كندة لأنها جحدت أباها أو العاصي بلسان كندة وحضرموت أو البخيل بلسان مالك بن كنانة أو الذي ينفق نعم الله في معاصيه أو الذي يضرب عبده ويأكل وحده ويمنع رِفده قيل نزلت في الوليد بن المغيرة.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7)}
{وَإِنَّهُ} وإن الله تعالى شاهد على كفر الإنسان أو الإنسان شاهد على أنه كنود.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)}
{الْخَيْرِ} الدنيا أو المال (ع) {لَشَدِيدٌ} لحب الخير أي زائد أو لشحيح بحق الله تعالى في المال (ح) فلان شديد أي شحيح.